طريقة صبغ الشعر الصحيحة

طريقة صبغة الشعر: دليل شامل لجميع الخطوات والنصائح المهمة

تُعد صبغة الشعر من الإجراءات التجميلية الشائعة التي تُمارَس في المنازل وصالونات التجميل على حد سواء، وهي وسيلة فعالة لتغيير المظهر العام أو تغطية الشيب أو حتى التعبير عن أسلوب خاص وهوية شخصية. وقد تطورت طرق صبغ الشعر على مر العقود لتشمل تقنيات متنوعة، ودرجات لونية لا حصر لها، ومواد ذات تركيبات كيميائية أو طبيعية، ما يجعل من الضروري إتقان الخطوات بشكل دقيق لتفادي تلف الشعر أو الحصول على نتيجة غير مرضية.

يستعرض هذا المقال طريقة صبغة الشعر بالتفصيل، ويشرح أنواع الصبغات، وأساسيات اختيار اللون المناسب، وكيفية تحضير الشعر، والفرق بين التقنيات الاحترافية والمنزلية، بالإضافة إلى خطوات ما بعد الصبغة للحفاظ على اللون وصحة الشعر.

أولاً: أنواع صبغات الشعر

1. الصبغات الدائمة (Permanent Hair Color)

الصبغات الدائمة تحتوي على مواد مؤكسدة مثل الأمونيا وبيروكسيد الهيدروجين. تعمل هذه المواد على فتح طبقة الكيوتكل في الشعر وإدخال اللون الجديد إلى داخل القشرة، مما يؤدي إلى ثبات اللون لفترة طويلة. تُستخدم عادة لتغطية الشيب بالكامل أو لتغيير اللون بشكل جذري.

2. الصبغات شبه الدائمة (Semi-Permanent)

تدوم لفترة قصيرة نسبياً (بين 4 إلى 12 غسلة)، ولا تحتوي غالباً على الأمونيا. لا تغير هذه الصبغات البنية الداخلية للشعر، بل تترسب على الطبقة الخارجية منه. وهي خيار مثالي للتجارب المؤقتة أو لإضافة لمعان ولون خفيف.

3. الصبغات المؤقتة (Temporary)

تُستخدم بشكل رئيسي لمناسبة معينة وتزول من الغسلة الأولى أو الثانية. تتوفر على شكل بخاخات، رغوات، أو جل. لا تخترق الشعر، بل تبقى على سطحه فقط.

4. الصبغات النباتية (مثل الحناء)

تُستخلص من نباتات طبيعية مثل الحناء أو النيلة، وتعتبر خياراً آمناً نسبياً لمن يعاني من تحسس كيميائي. رغم محدودية الخيارات اللونية، إلا أنها تحسّن من صحة الشعر وتمنحه لمعاناً طبيعياً.

ثانياً: اختيار لون الصبغة المناسب

اختيار اللون المناسب لا يعتمد فقط على الذوق الشخصي، بل أيضاً على:

• لون البشرة: الدرجات الدافئة من الأشقر والبني تناسب البشرة الدافئة، أما الدرجات الباردة من الأسود أو الأحمر فتناسب البشرة الفاتحة أو الباردة.

• اللون الطبيعي للشعر: كلما كان الفرق كبيراً بين اللون الطبيعي ولون الصبغة، كانت الحاجة إلى مواد أقوى ونتائج أدق.

• وجود شعر أبيض: لتغطية الشعر الأبيض بشكل جيد، يُفضل استخدام الصبغات الدائمة بدرجات قريبة من اللون الأصلي.

ثالثاً: تحضير الشعر قبل الصبغة

قبل البدء في عملية صبغ الشعر، يجب التأكد من عدة أمور لضمان نتيجة مثالية:

1. التوقف عن استخدام المنتجات التي تحتوي على السيليكون قبل الصبغة بأسبوع على الأقل، لأن السيليكون يغلف الشعرة ويمنع امتصاص اللون.

2. عدم غسل الشعر في نفس يوم الصبغة، لأن الزيوت الطبيعية تساعد على حماية فروة الرأس من التهيج.

3. اختبار الحساسية: يتم وضع كمية قليلة من الصبغة على منطقة صغيرة من الجلد (مثل خلف الأذن) قبل 48 ساعة من الصبغ للتأكد من عدم وجود تحسس.

4. استخدام الفازلين حول خط الشعر والأذنين لحماية الجلد من التصبغ.

5. تمشيط الشعر جيدًا لفك التشابك وتوزيع الزيوت الطبيعية.

رابعاً: الأدوات اللازمة لصبغ الشعر

خامساً: خطوات صبغ الشعر

1. تقسيم الشعر

يتم تقسيم الشعر إلى 4 أو 6 أقسام باستخدام المشط والمشابك لضمان توزيع متساوٍ للصبغة على كل الخصل.

2. تحضير الصبغة

تُخلط الصبغة في وعاء بلاستيكي وفقًا لتعليمات العبوة، مع مراعاة النسب بين الأنبوب الأساسي (اللون) والمُظهر (الأوكسيدنت). تختلف النسبة حسب العلامة التجارية، لكن الشائع هو 1:1 أو 1:1.5.

3. التطبيق

• تبدأ العملية من الجذور إذا كان الشعر يحتوي على شيب أو لون قديم، لأن الجذور تحتاج إلى وقت أطول لامتصاص اللون.

• في حال الرغبة بتفتيح الشعر، تُبدأ العملية من الأطراف أولاً لأن الجذور تتفتح بسرعة بسبب حرارة فروة الرأس.

• تُطبق الصبغة باستخدام الفرشاة، مع التأكد من تغطية جميع الخصل.

4. التوقيت

• تُترك الصبغة لمدة 30 إلى 45 دقيقة، حسب نوع الصبغة وطبيعة الشعر.

• يُغطى الشعر بغطاء بلاستيكي خلال هذه الفترة لتسريع العملية.

• يجب الالتزام بالوقت المحدد وعدم تجاوزه لتفادي تلف الشعر.

5. الغسل

• يُشطف الشعر بالماء الفاتر جيداً حتى يصبح الماء صافياً.

• يُستخدم شامبو مخصص للشعر المصبوغ، ثم يُوضع بلسم مرطب أو ماسك عميق لتعويض الرطوبة.

سادساً: العناية بالشعر بعد الصبغة

العناية بالشعر المصبوغ لا تقل أهمية عن عملية الصبغ نفسها، وهي التي تحدد مدى بقاء اللون وجودة الشعر بعد الصبغة:

• استخدام شامبو وبلسم مخصصين للشعر المصبوغ: تمنع هذه المنتجات تلاشي اللون وتحافظ على لمعانه.

• تجنب الماء الساخن جدًا: لأنه يفتح مسامات الشعر ويؤدي إلى فقدان اللون.

• عدم غسل الشعر بشكل متكرر: يُفضل غسله مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً.

• استخدام ماسكات ترطيب عميقة مرتين في الأسبوع: لتعويض فقدان الرطوبة الناتج عن المواد الكيميائية.

• حماية الشعر من الشمس والكلور: باستخدام قبعة أو رذاذ حماية من الأشعة فوق البنفسجية.

• تجنب استخدام أدوات التصفيف الحراري بشكل مفرط: لأنها تسرّع تلاشي اللون وتسبب جفاف الشعر.

سابعاً: تصحيح لون الصبغة (في حال حدوث خطأ)

أحياناً، تكون النتيجة غير متوقعة أو غير مرغوبة، ويستلزم الأمر تصحيح اللون:

• ظهور درجات نحاسية أو برتقالية: يمكن استعمال شامبو بنفسجي (Purple Shampoo) لتعديل اللون.

• اللون أغمق من المتوقع: يمكن استخدام وصفات منزلية مثل فيتامين C المطحون مع الشامبو لتفتيحه تدريجياً.

• تفاوت اللون بين الجذور والأطراف: يجب الانتظار أسبوعين على الأقل قبل إعادة الصبغة لتفادي إجهاد الشعر.

ثامناً: الصبغة الطبيعية – الحناء والنباتات الأخرى

للأشخاص الذين يفضلون الخيارات الطبيعية، تظل الحناء هي الأشهر والأكثر استخداماً في العالم العربي، ولها فوائد عديدة:

• تعطي الشعر لوناً دافئاً يتراوح بين الأحمر إلى البني الداكن حسب نوع الحناء وخليطها.

• تعزز من قوة الشعر وتقلل تساقطه.

• تمنح الشعر لمعانًا صحيًا وطبيعيًا.

• آمنة على فروة الرأس ولا تسبب تحسسًا في أغلب الحالات.

التحضير يكون بمزج بودرة الحناء مع ماء دافئ أو شاي أسود أو عصير ليمون، وترك الخليط ليتخمر لعدة ساعات قبل الاستخدام. تترك على الشعر من 2 إلى 4 ساعات ثم تُغسل جيداً.

تاسعاً: الجدول الزمني لإعادة صبغ الشعر

عاشراً: التحذيرات والاحتياطات

• يمنع استخدام الصبغات الكيميائية أثناء الحمل أو الرضاعة دون استشارة الطبيب.

• لا يُنصح بصبغ الشعر المصاب بقشرة شديدة أو مشاكل جلدية إلا بعد علاجها.

• لا يجب خلط منتجات من علامات تجارية مختلفة، لأن التفاعلات الكيميائية قد تكون غير متوقعة.

• عدم ترك الصبغة لأكثر من الوقت المسموح به، لأن ذلك قد يسبب حروقاً كيميائية أو تلفاً بالغاً في الشعر.

• الابتعاد عن الجذور إذا كانت فروة الرأس ملتهبة أو مجروحة.

المراجع

1. American Academy of Dermatology. Hair Dyes and Hair Health.

2. International Journal of Trichology. Hair Color Products and Hair Shaft Damage: A Review.